الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب مرضي الدين والخلق: فلا ينبغي لوليك رفض زواجه منك، ولا ينبغي أن يؤاخذ بزلة زلها، خاصة إن راجع نفسه واعتذر منها, ولا حرج عليك في الإصرار على الموافقة على زواجه منك، فالمعتبر في قبول الخاطب أو رفضه هي الفتاة نفسها ما دامت بالغة عاقلة, قال ابن قدامة: والتعويل في الرد والإجابة على الولي ـ إن كانت مجبرة ـ وعليها إن لم تكن مجبرة. اهـ.
قال الدمياطي: وقوله: والإجابة له ـ أي: وعالم بالإجابة له ـ وهي تكون ممن تعتبر إجابته: وهو الولي إن كانت الزوجة مجبرة، ونفس الزوجة إن كانت غير مجبرة. اهـ.
وإن خشيت عضل وليك لك جاز لك رفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليزوجك, أو يوكل من يزوجك في حال ثبوت العضل عنده، وراجعي الفتوى رقم: 67198.
وينبغي قبل ذلك السعي في إقناع الوالدين, وإن رأيت في نهاية الأمر ترك الزواج منه برًّا بوالديك، فهذا حسن، خاصة أن استمرار هذه المشاكل بين أهلك وبينه يمكن أن تؤثر على استقرار حياتك الزوجية.
وننبه إلى أنه ينبغي قدر الإمكان تجنب طول أمد فترة الخطبة، وأن ذلك له بعض آثاره السلبية, والأولى تعجيل الزواج ما أمكن.
والله أعلم.