الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حصول الشفاء على أيدي هؤلاء لا يبيح إتيانهم, ولا طلب العلاج منهم, فإن الشياطين يشاركون المشعوذين في هذا؛ لإيقاع الناس في الشرك - والعياذ بالله -.
وقد حصل قريب من الاحتجاج الذي قالوا لك لابن مسعود - رضي الله عنه - حيث حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرقى والتمائم والتولة شرك, فقالت له امرأته زينب: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف, وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت! فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أذهب البأس - رب الناس - اشف أنت الشافي, لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
وقال الدكتور موسى بن محمد الزهراني في بحثه أولياء الصوفية عند ابن تيمية في الفرقان: أهل الشرك والبدع تحصل لهم أمور خوارق، وهذه من جهة إعانة الشياطين لهم بأمور كثيرة من تكليمهم الموتى، ومن حصول أنواع المعلومات والمعارف، وأحيانًا يكون شفاء مرضى، وأحيانًا يشفى بقراءته، وأحيانًا يشفى بلمسه أو بكتابته, أو ما أشبه ذلك، كل هذا يكون من الشيطان، الشيطان الذي يَنْخَسُ المرء ويُوجع، ثم إذا أتى هذا المشرك والمبتدع فحصل منه بعض الأشياء رفع يده. اهـ.
والله أعلم.