الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن الراجح عندنا في هذه الرطوبات كونها طاهرة لا نجسة، ومن ثم فلا يجب الاستنجاء منها وإن كانت موجبة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.
ومن كانت مبتلاة بسلس هذه الرطوبات فإنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بوضوئها الفرض وما شاءت من النوافل، ولبيان ضابط الإصابة بالسلس راجعي الفتوى رقم: 119395.
ومن رأت تقليد مذهب المالكية في هذه المسألة فلا حرج عليها ـ إن شاء الله ـ وقد وافق المالكية على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية، وراجعي الفتوى رقم: 141250.
وقد بينا في الفتوى رقم: 134759، أن الأخذ برخص العلماء عند الحاجة مع كون ذلك ليس دأبا للمكلف ولا ديدنا له مما سوغه كثير من العلماء ولم يعدوه من تتبع الرخص المذموم شرعا.
ولبيان ما يفعله العامي إذا اختلفت عليه أقوال العلماء راجعي الفتويين رقم: 120640، ورقم: 169801.
ومن لم يكن عالما بالحديث وطرق تصحيحه، فإنه يقلد الأئمة الثقات من أهل هذا الشأن، فما حكموا بصحته فهو صحيح سواء كان في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم أو في غيرهما من كتب السنة، وما اتفقوا على أنه ليس بصحيح فهو كذلك، وما اختلفوا فيه فإن غير المتخصص يقلد من يثق به منهم، وراجعي الفتوى رقم: 157839.
وللفائدة وراجعي الفتوى رقم: 122155.
وأما حديث: لا تجتمع أمتي على ضلالة ـ فقد حسنه بعض أهل العلم، واستدلوا به على أن الإجماع لا تجوز مخالفته، وليس قول الجمهور من العلماء حجة يجب المصير إليها إذا ثبت الخلاف في المسألة، وإنما الحجة في إجماعهم، فمتى أجمعوا على قول فلم يوجد فيه خلاف بينهم لم يجز خرق هذا الإجماع، وراجعي الفتوى رقم: 136506.
هذا، ونوصيك بطلب العلم الشرعي والحذر من الانجرار وراء فرض الاحتمالات التي ربما تؤدي بك إلى الوسوسة.
والله أعلم.