الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد في الروايات الواردة في حديث أم حرام ما ينص على أمر القمل، وقد ذكر الزرقاني في شرح الموطأ الخلاف في شأنه صلى الله عليه وسلم هل كان فيه قمل أم لا؟ فقال: تفلي بفتح الفوقية وإسكان الفاء وكسر اللام من فلى يفلي كضرب يضرب، أي تفتش في شعر رأسه لإخراج الهوام أو للتنظيف، واختلف هل كان فيه قمل ولا يؤذيه أو لم يكن فيه أصلا؟ وإنما تفلي ثوبه للتنظيف من نحو الغبار، وإنما كان يدخل عليها ويمكنها من التفلية، لأنها ذات محرم منه، لأنها خالة أبيه أو جده عبد المطلب لأن أمه من بني النجار.. اهـ.
وقد جاء في حديث متكلم في سنده أن الأنبياء قد يبتلى أحدهم بالقمل، قال ابن كثير في السيرة: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان الرجل ليبتلى بالعري حتى يأخذ العباءة فيجوبها، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما يفرحون بالرخاء، فيه رجل مبهم لا يعرف بالكلية، فالله أعلم. اهـ
ولو افترض أنه قد كان فيه القمل فلا نقص في ذلك عليه، لأنه بشر يعتريه ما يعيري البشر مما لا يقدح في نبوته ورسالتها، فقد كان يمرض ويجوع ويعطش صلوات الله وسلامه عليه.
والله أعلم.