الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكرنا في عدة فتاوى فروقا بين المني والمذي وخصائص كل واحد منهما يمكن من خلالها التمييز بينهما بما يغني عن الإعادة هنا، كما في الفتوى رقم: 161293، عن علامات التفريق بين المني والمذي للمرأة، وكذا الفتويين رقم: 34363 ورقم: 50236.
والشهوة في هذا الباب معروفة وهي حركة النفس وتلذذها، أو ما سميتِه بالإثارة, ولا شك أن خروج المذي ناقض للوضوء ومبطل للصلاة ويوجب تطهير ما أصابه من الثياب, ولكن هذا عند الجزم بخروجه، وأما مع مجرد الشك فإنه لا عبرة به، فإذا كنت في الصلاة وشككت في خروج المذي فلا تخرجي منها ولا تقطعيها، إذ الأصل بقاء الطهارة.
ولا نخفيك بأننا نظن أنك مصابة بالوسوسة، ويدل على هذا سؤالك السابق أيضا، وخير علاج للوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فتوضئي وصلي ولا تلتفتي لما يوسوس به الشيطان لك في صلاتك من أمر الشهوة وخروج المذي، وصلاتك صحيحة مجزئة.
وأما خروج المني في النوم: فهذا يقع، ومن استيقظ ووجد بللا في ملابسه وجب عليه الغسل، وإن شك في الخارج هل هو مني أو مذي؟ فإنه يتخير بينهما عند كثير من أهل العلم، قال الخطيب الشربيني في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع: فإن احتمل كون الخارج منيا أو غيره كودي أو مذي تخير بينهما على المعتمد. انتهى.
وانظري للأهمية الفتويين رقم: 134196, ورقم: 51601, وكذا الفتوى رقم: 184981، فيمن ابتليت بالوسوسة في الوضوء والصلاة والنجاسات فكيف تتخلص منها، والفتوى رقم: 151647، في علاج من يتوهم أنه خرج منه بول أو ريح، ونسأل الله أن يشفيك.
والله أعلم.