الندم توبة ومن تاب تاب الله عليه

22-4-2013 | إسلام ويب

السؤال:
في أيام الطيش والشباب كانت قريبة لي على علاقة حب بشاب، ولكنه لم يأت للزواج بها، علما أنه عرف أن أهلها عرفوا وحبسوها وعذبوها و..و..و.. ولم يحرك ساكنا، فتألمت أشد الألم منه وقررت أن تنتقم منه، فكان هناك رجل تعرفه العائلة يقول إنه يعمل السحر، فقال لها أنا سأعمل له عملا، وطلب منها دم الدورة وقال سأرميه في النهر، ولن يخلف أولادا، ولن يستطيع عضوه الذكري أن يقوم، وكانت متألمة جدا منه، وهي لاتعرف هل الرجل يعمل حقا سحرا أو لا أو يخدعها، علما أنه لم يأخذ مالا منها، لكونه من أقاربهم، فكبرت البنت وتزوجت وصارت عندها طفلة، وكان حملها بصعوبة، وتريد الحصول على طفل آخر وبصعوبة حملت، ولا تنسى ذنبها، وليلا ونهارا تفكر إن كان السحر حقيقة، والرجل الذي عمل السحر قد مات، والشاب الذي تركها ورحل لا تعرف أرضه، وتخاف أن تسأل عنه وهي متزوجة، وتشكو لي دوما وتبكي وتستغفر الله، وقد تابت إلى الله وتحجبت وتدعو له بالمغفرة، رغم أنها كسيرة القلب منه وتخاف الموت دائما، لأنها عملت هذا الذنب، الرجاء ساعدوها فهي ستجن وحياتها صعبة مع زوجها وحملها وطفليها، وتخاف أن تكون طفلتها لا تخلف عندما تكبر، لأن الله سيعاقبها فيها، ولم تقل لأهلها من هو خوفا عليه، وفي الحقيقة لم يحصل لها شيء، وإنما كذبت على أهلها.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لهذه المرأة أن يرزقها التوبة والمغفرة، ولا شك أنها ارتكبت إثما عظيما بإتيانها الساحر وطلبها منه عمل سحر لذلك الرجل، كما ارتكبت إثما بإقامتها علاقة حب مع الرجل، وكذا كذبها في قصة أهلها وتعذيبهم إياها، وهكذا السيئة تجر إلى سيئة والذنب يعقبه ذنب، إذا لم يتب المذنب وينيب عن قريب، فعلى هذه المرأة بالتوبة الصادقة مما حصل والإكثار من  الدعاء بالمغفرة وفعل الحسنات، وأما عن  ضرر الشاب بهذا السحر: فيحتمل حصوله وعدمه، وبما أنها لا تعلم شيئا عن أمره فحسبها ندمها، فالندم توبة، ومن تاب تاب الله عليه، فلا تجعل من هذا الذنب سببا في تعطيل حياتها وتكدرها ويأسها وقنوطها، فإن التائب حبيب الرحمن. 

والله أعلم.

www.islamweb.net