الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، ولا علاج لهذه الوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
فعليك أن تعرضي عن الوساوس على أي وجه عرضت لك ولا تفكري فيها ولا تعبئي بها، ونامي كيف شئت ومتى شئت دون أن تعبئي بهذا الأمر، فإنه من وسواس الشيطان ألقاه في قلبك ليفسد عليك حياتك، ولا تغتسلي بعد استيقاظك من النوم، فإن هذا من جملة الاسترسال مع الوساوس، ولا تغتسلي إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وصفته والفرق بينه وبين المذي قد بيناها في الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.
وإذا رأيت عند استيقاظك شيئا من الإفرازات وشككت هل هي مني أو غيره، فلا يلزمك الغسل ما لم تتيقني من خروج المني، وفي هذه الحال تتخيرين بين ما شككت فيه فتجعلين له حكم أحدها، وانظري الفتوى رقم: 158767.
فالأمر يسير ولا مشقة فيه ولا حرج ـ إن شاء الله ـ فإن دين الله يسر، والله سبحانه لم يجعل علينا في الدين من حرج، فهوني عليك ودعي عنك هذه الوساوس وعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا غير مبالية بهذه الأوهام، واعلمي أن ما أقدمت عليه من فعل العادة السرية للغرض المذكور أمر محرم تجب عليك التوبة منه، فإياك والعودة إليه، واستغفري الله تعالى لما بدر منك، واجتهدي في الدعاء بأن يعافيك الله تعالى، كما نوصيك بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.