الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنجمل الجواب عن هذا السؤال في نقاط ثلاث:
- الأولى: ما أنت عليه من الصبر على أذى أهل الزوج, ومقابلة السيئة منهم بالحسنة خير عظيم، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34/35} قال في التحرير والتنوير: وهذا تحريض على الارتياض بهذه الخصلة, بإظهار احتياجها إلى قوة عزم, وشدة مراس للصبر على ترك هوى النفس في حب الانتقام، وفي ذلك تنويه بفضلها, بأنها تلازمها خصلة الصبر, وهي في ذاتها خصلة حميدة, وثوابها جزيل, كما علم من عدة آيات في القرآن.
- الثانية: تجنب مخالطة هؤلاء الأصهار - وحالهم كما وصفت - مع الإحسان إليهم أولى من الاحتكاك بهم, وهو من الهجر الجميل, قال في التحرير والتنوير أيضًا: فالهجر الجميل هو الذي يقتصر صاحبه على حقيقة الهجر، وهو ترك المخالطة, فلا يقرنها بجفاء آخر أو أذى.
- الثالثة: لا ينبغي لك ترك النصح لهذا الزوج, مهما أغراه بك أهله, ومهما خببوا بينكما, فمن أنفع أنواع المودة بين الزوجين أن ينصح المحسن منهما المسيء.
ومن جملة ما تقدم: تعلمين أنك لست مذنبة فيما تفعلينه من الصبر على أذى هؤلاء. والبعد عن مخالطتهم، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 28057 وهي في الفخر بالأنساب, وأنه خلق جاهلي ذميم.
والله أعلم.