الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على قول لأهل العلم بأن منزلة الصديقية خاصة بالسلف، بل إن الذي يفهم من كلام أهل العلم أنها مرتبة يصل إليها من اتصف بأوصافها، فقد قال ابن القيم في طريق الهجرتين: فصل في مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها.. الطبقة الرابعة: ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم، وهم القائمون بما بعثوا به علما وعملا ودعوة للخلق إلى الله على طرقهم ومنهاجهم، وهذه أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة وهي مرتبة الصديقية، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء، فقال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ـ فجعل درجة الصديقية معطوفة على درجة النبوة، وهؤلاء هم الربانيون، وهم الراسخون في العلم، وهم الوسائط بين الرسول وأمته، فهم خلفاؤه وأولياؤه وحزبه وخاصته وحملة دينه، وهم المضمون لهم أنهم لا يزالون على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
وقال في مداج السالكين: فمن تعبد الله بمراغمة عدوه، فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر.
وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ؟ رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
و انظر الفتوى رقم: 139963، لمزيد من الفائدة وللاطلاع على كلام أهل العلم في هذا الموضوع.
والله أعلم.