الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنه لا يجوز شرعا أن تكون هنالك علاقة عاطفية بين رجل وامرأة أجنبية عنه، فهذا من جنس اتخاذ الخلائل الذي كان عليه أهل الجاهلية وجاء الإسلام بتحريمه؛ قال الله تعالى: وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5} أي خليلات.
والمحادثة مع الأجنبية لا تجوز إلا لحاجة، وبقدر هذه الحاجة، مع مراعاة الضوابط الشرعية. وأما الاسترسال في الحديث معها بلا حاجة، فيحرم شرعا في رمضان وفي غيره، ويتأكد منعه في رمضان لحرمة هذا الشهر الفضيل.
إذن عندما طلبت منها قطع هذه المحادثات في رمضان، فهذا من المعروف، وليس منكرا حتى تحمل نفسك مثل هذه الهواجس، وتحس بأنك مذنب، فهون على نفسك، واصرف أمرك عن التفكير في هذه الفتاة، واشتغل بما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
وإذا عزمت على الزواج، فتحرى الفتاة الدينة، الخيرة، الصينة، التقية العفيفة التي تعرف حق ربها، وترعى زوجها وولدها. عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم. وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وما دامت هذه الفتاة ذات علاقات، فلا ننصحك بالارتباط بها.
والله أعلم.