الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يجوز لك ـ أيتها السائلة ـ أن تتركي الصلاة بحجة أنك تعملين في مدرسة نصرانية فيها صلبان, فالصلاة في تلك المدرسة جائزة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ. متفق عليه.
وما فيها من الصلبان لا يمنع من صحة الصلاة, وإذا كانت الصلاة في الكنيسة جائزة، كما بيناه في الفتوى رقم: 19300، ففي المدرسة النصرانية من باب أولى، وحتى لو قيل بكراهة الصلاة فيها فإن الكراهة لا تعني بطلان الصلاة ولا تستلزم تركها.
ولا يجوز لك أداء صلاة الفريضة جالسة على الكرسي ما دمت قادرة على القيام، لأن القيام في الفريضة فرض لا يسقط إلا عند العجز عنه، ولا يُتصور عدم وجود مكان تقومين فيه للصلاة داخل تلك المدرسة.
فاتقي الله أيتها السائلة وتوبي إليه من التهاون في أداء الصلاة في وقتها وفي المحافظة عليها, وانظري للأهمية الفتوى رقم: 71175، عن تأخير الصلاة بسبب العمل، وكذا الفتويين رقم: 96139, ورقم: 162523، عن حكم من ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها، والفتوى رقم: 121378، عن حكم تأخير الصلاة لضغط العمل، والفتوى رقم: 103900، عن حكم العمل الذي يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها.
والله أعلم.