الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالإصابة بالوسوسة لا تمنع من طلب العلم ونشره والمناقشة العلمية وبيان القول الراجح بدليله، فلا نرى مانعا لك من ذلك ولو كنت مصابا بالوسوسة, وقد أحسنت في نصحك لذلك الرجل فيما يتعلق بمسح الرجلين في الوضوء، فإن الإجماع منعقد على وجوب غسلهما، كما بيناه في الفتوى رقم: 66589.
وقد كان اللائق به ما دام يطلب العلم أن يناقش معك المسألة نقاشا علميا لا أن يرد بذلك الرد, وأما عن حكم صلاتك خلفه: فإن صلاتك السابقة خلفه صحيحة ولو كان يمسح رجليه، لأن هذا مما يخفى على المأموم, وقد نص الفقهاء على أن كل مبطل لصلاة الإمام إذا كان يخفى على المأموم ولا يمكنه الاطلاع عليه فإنه لا تبطل به صلاة المأموم, قال ابن حجر الهيتمي الشافعي في الفتاوى الفقهية الكبرى: كُل مُبْطِلٍ لَا يُمْكِنُ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ إذَا طَرَأَ كَنِيَّةِ الْقَطْعِ لَا يُؤَثِّرُ فِي صَلَاةِ الْمَأْمُوم، بِخِلَافِ مَا يُمْكِنُ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ وَلَوْ بِوَجْهٍ مَا. اهـ.
فإذا علمت أنه يمسح على رجليه ولا يغسلهما فلا تقتد به مستقبلا، لأن صلاته باطلة وينبغي لك أيضا نصح المصلين وإخبارهم أن الإمام لا يغسل قدميه في الوضوء، وأنه يكتفي بمسحهما حتى يستبدلوه بمن يصلح للإمامة، والدين النصيحة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.