الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لكم ما أنتم عليه من الحرص على مرضاة الله تعالى، والسعي في طاعته، ونسأله تعالى أن يوفقكم لما فيه لكم الخير والسداد إنه سبحانه ولي مجيب.
أما نصيحتنا لكم في هذا الأمر: فهي أن تتجنبوا قدر الطاقة ما يستثير غضب زوجة أبيكم هذه حفاظا على البر به، وأن تحسنوا إليها بما تستطيعون وأن تصبروا على ما تلقون منها من الأذى وأن تدفعوا سيئتها بالحسنى، وأن تحتسبوا الأجر في هذا على الله عز وجل، ففي ذلك خير عظيم، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34ـ 35}.
وإذا أنتم تحليتم بهذا الخلق وأحسنتم في التعامل معها فذالك قصارى الجهد ولا ضير عليكم فيما بعد ذلك ولا تحاسبون على عدم رضا والدكم ولا كرهه لكم في هذه الحالة، وللفائدة راجع جملة الفتاوى التالية أرقامها: 54560، 94925 193723.
والله أعلم.