الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لمن أراد حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستشعر أهمية ما أراد وتوجه إليه، فالحديث أفضل ما حفظ بعد كتاب الله تعالى، ويحتاج من أراد حفظه إلى مصاحبة شيخ متقن، أو الاستعانة به ليصحح له الألفاظ ومعاني المفردات التي تحتاج إلى بيان حتى يتجنب الوقوع في الخطأ والتصحيف الذي قد يقع فيها بعض الطلبة، وعليه أولا أن يخلص النية لله تعالى، كما نَبّه على ذلك كثير من أئمتنا فجعلوا حديث: إنما الأعمال بالنيات ـ في بداية مصنفاتهم، وينبغي أن يتدرج في الحفظ شيئا فشيئا، فقد جاء في الكمال للمزي: قال معمر: سمعت الزهري يقول: من طلب العلم جملة فاته جملة.
فيبدأ بالكتب الصغيرة كالأربعين، ثم بأحاديث الأحكام كعمدة الأحكام وبلوغ المرام ثم بالمختصرات كرياض الصالحين ومختصر الزبيدي لصحيح البخاري، ومختصر المنذري لصحيح مسلم، ثم بموطأ الإمام مالك بأسانيده، ثم بقية الستة.. ومن أفضل الكتب التي تجمع أحاديث الصحيحين كتاب: اللؤلؤ والمرجان في ما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي، وكتاب: زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم للشنقيطي.. ومن الكتب الجامعة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب: جمع الجوامع للإمام السيوطي، ومنها: جامع الأصول لابن الأثير، وقد جمع فيه الكتب الستة: صحيحي البخاري ومسلم، والسنن الثلاثة: الترمذي وأبي داود والنسائي، وموطأ الإمام مالك، ومن أحسن ما ألف منها في هذا العصر كتاب: المسند الجامع إعداد لجنة متخصصة بإشراف: د. بشار عواد، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 57232، 78452 71985.
والله أعلم.