الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا واقع خالتك من سعيها في التفريق بينكم وبين أبنائها؛ فإن هذا لا يجوز، لتسببها في قطيعة الرحم، والتي هي كبيرة من كبائر الذنوب، وسبب من أسباب سخط علام الغيوب، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. فينبغي أن تنصح برفق ولين، وأن تذكر بالله تعالى، وبسوء عاقبة تصرفاتها هذه، والأولى أن يبذل لها النصح ممن يرجى أن يكون قوله مقبولا عندها.
وبالنسبة لكم أنتم، فقد أحسنتم في عدم الاستجابة لما تريد، وحرصكم على صلة أرحامكم، وفعل ذلك دون علمها اتقاء لغضبها هو الأولى. وبدلا من الكذب الصريح عليها حين علمها بذلك، ينبغي استخدام المعاريض، ففيها مندوحة عن الكذب. والمعاريض هي التورية في الكلام بأن يقول القائل القول يقصد به معنى، ويفهم منه السامع معنى آخر؛ ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 71299.
والله أعلم.