الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الفقهاء متفقون على أن وسيلة الشيء كهو، وأن ما يؤدي إلى الحرام حرام، ولا شك أن الرشوة من المحرمات الخطيرة، فقد قال الله تعالى:
(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188].
وروى
أحمد والترمذي والحاكم عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لعن الله الراشي والمرتشي" وفي رواية:
"والرائش" وهو الذي يمشي بينهما.
ولكن العلماء قالوا: إن ما يدفع من المال لإحقاق الحق وإبطال الباطل لا يدخل في هذا الوعيد، وإن الإثم على من أخذه، أما صاحب الحق الذي اضطرته الظروف إلى دفع مال لظالم أو جائز فلا شيء عليه.
وعلى المسلم أن يتثبت حتى يعلم أنه هذا الحق له فعلاً، أو أنه يستحق هذا الشيء الذي من أجله دفع المال.
وفيما يخص العمل في الأشياء التي تستخدم في الحلال والحرام نحيلك إلى الفتوى رقم:
13364، والفتوى رقم:
3024.
ونشكرك على تحري الحلال والبحث عنه، ونشد على يدك ونطمئنك أن الله تعالى جاعل لك مخرجاً -إن شاء الله تعالى- فقد قال في محكم كتابه:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
وقال صلى الله عليه وسلم:
"إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته". وقال صلى الله عليه وسلم:
"أجملوا في طلب الدنيا، فإن كلاً ميسر لما خلق له" رواهما
ابن ماجه وأبو نعيم وسعيد بن منصور عن
أبي حميد وأبي أمامة بألفاظ متقاربة.
والله أعلم.