الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد أسلمت نفسك واستسلمت للوساوس حتى جاوزت بك حدّ الطاقة وبلغت منك مبلغا عظيما جلّ عن التحمل، فهذه الهواجس التي تصاحبك في كل صغيرة وكبيرة فيما له علاقة بالطلاق وما لا علاقة له به ليست كلها إلا وسواسا عاتيا ومحض إغراء من الشيطان الرجيم، فقد ظفر منك عدوّك بما أمّل فأتعس حياتك ونغّص عليك عيشك وبدّل حلوها عليك مرّا، وشغلك بمتاهات من الوهم لا منتهى لها، ثم صدك بعد ذلك عن بعض ما كنت تقوم به من نوافل القرب، فعليك أن تستشعر ما أنت فيه فتستعيذ بالله من نزغ الشيطان وتضرع إلى الله تعالى بالدعاء وتعود إلى ما كنت تفعل من نوافل القرب، وتلازم الأوراد المشروعة وتسترقي لنفسك وتأخذ بأسباب العلاج الحسية والمعنوية وتصبر عليها حتى يرزقك الله الشفاء.
أما الطلاق: فغير واقع بشيء مما ذكرت جميعه، إذ لا يقع الطلاق بحديث النفس دون التلفظ به، ولا مع الشك في وقوعه، ولا تحت إكراه الوسواس وضغطه، وراجع الفتوى رقم: 99816.
والله أعلم.