الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد الشرع الحكيم إلى قبول صاحب الدين والخلق إذا جاء خاطبا، روى الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
فليس من حق الولي فضلا عن غيره أن يرفض الأكفاء، وما ذكر من الفوارق المادية أو الاجتماعية ونحوهما ليست مسوغا شرعيا لرفضه، كما بينا في الفتوى رقم: 137187.
فالذي ننصحك به أولا: هو دعاء الله تعالى والتضرع إليه أن يكتب لك ما فيه الخير، ومن ذلك الاستخارة، هذا أولا وقبل كل شيء، لأن المرء لا يدري في أي شيء له الخير، ثم الاستعانة بأهل الرأي والنصح لمحاولة إقناع والديك بالموافقة على زواجه منك، فإن تم ذلك فالحمد لله، وإن لم يتم ذلك فالذي نراه ـ والله تعالى أعلم ـ بالنسبة لحالتك الخاصة والظروف التي شرحت، هو أنه يجوز لك الزواج ولو لم يرتض ذلك والداك، ولكن لا يجوز لك الزواج إلا بولاية ولي آخر من أوليائك إن وجد، فإن لم يوجد أو امتنع من تزويجك فارفعي الأمر إلى أحد المراكز الإسلامية ليتولوا تزويجك، واجتهدي بعد ذلك في محاولة كسب رضا والديك، وراجعي الفتويين رقم: 1766، ورقم: 67198، لمزيد الفائدة.
والله أعلم.