بذل المال للوسيط من أجل التوظيف بين الحل والحرمة

8-5-2013 | إسلام ويب

السؤال:
نص السؤال: أنا شاب حاصل ‏على شهادة تقني، السنة الماضية، وفي ‏بداية هذه السنة أجريت تدريبات في ‏عدة شركات لأبحث عن عمل لاحقا، ‏ولكن جاءني صديق لي في الدراسة ‏فأرشدني إلى وسيط ليدخلني في ‏شركة تابعة للدولة، مقابل ما يساوي ‏حوالي 5 آلاف دولار، المهم أخبرت ‏أخوين لي أكبر مني سنا، فذهبا إليه ‏وعقدا معه الصفقة، فدفعا له 2 ألف ‏دولار حاليا و 3 ألاف بعد الدخول، ‏مع العلم أنه قال إنه سيدخلني بتوظيف ‏مباشر دون إجراء أي امتحان ‏للتوظيف، ولن آخذ مكان ‏أحد، وسأعمل في تخصصي.‏
‏ فهل هذا جائز أم لا ؟؟ فإنني في ‏حيرة من أمري ولا أريد أن أعيش ‏بالحرام طيلة حياتي، مع العلم أن ‏إخوتي هم من أجبروني على هذا ولم ‏يتركوا لي مجالا للسؤال، وفي حالة ‏ما إذا أردت أن أتراجع فستضيع ‏الـ 2 ألف دولار، وإخوتي لن يتقبلوا ‏الأمر، ولن يسامحوني أبدا.‏
‏ فما هو الحكم الشرعي وماذا أفعل ‏؟؟ جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فبذل المال للوسيط من أجل التوظيف فيه تفصيل: فإن كان الوسيط يبذل جهداً في بحثه عن العمل، وتخليص إجراءته، ولا يبذل رشوة للمسؤولين، ولا يبطل بسعيه حقا، أو يحق باطلا،  فلا حرج عليه في أن يأخذ مالاً مقابل ذلك، وقد يكون ذلك على سبيل الجعالة، أو من قبيل الدلالة أو السمسرة، ويشترط أن يكون العمل الذي يسعى لتشغيلك فيه مباحاً، وأنت تملك القدرة على إنجازه على الوجه المطلوب.
وأما لو كان الواقع خلاف ذلك، بأن كنت غير مستحق للوظيفة التي يسعى الوسيط لك في الحصول عليها، وإنما سيبذل رشا للمسؤولين، أو يزور وثائق ونحو ذلك مما فيه إبطال حق، أو إحقاق باطل، فلا يجوز لك التعاون معه، ولا الرضا ببذل المال له من إخوانك. وكون ما بذل له من المبلغ لن يرده، لا يبيح الاستمرار في معاملة محرمة إن كانت كذلك.

وللفائدة يمكنك مراجعة الفتوى رقم : 56730 للوقوف على مزيد من التفصيل.

والله أعلم.

www.islamweb.net