الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى الصور الإباحية منكر له آثاره المدمرة وعواقبه الوخيمة على دين وخلق المسلم، وقد يؤدي به -والعياذ بالله- إلى ارتكاب الفاحشة إن لم يتدارك نفسه بالتوبة، كما هو مبين في الفتوى: 1256
فالواجب على المسلم أن يتقي الله ويتذكر عذابه وسخطه فيكف عن هذا المنكر، لا أن يمني نفسه أنه من الصغائر لا من الكبائر، لأن التهاون في صغائر الذنوب والإصرار عليها يجعلها في مصاف الكبائر، كما هو مبين في الفتوى: 18661
ولا يجوز للمسلم أن يتعمد المعصية بحجة أنها من الصغائر وأنه سيتوب منها لاحقاً، فإنه لا يدري أيغفر الله له ذنبه أم لا؟ ولا يدري أيوفق للتوبة أم لا؟ فقد يطلبها فلا يجدها لقسوة قلبه، وبعده عن ربه، وقد يبغته الموت وهو مصر على معصيته.
وقبل أن ينظر المسلم إلى مثل هذه الصور ونحوها من المحرمات عليه أن يتذكر أن الله أقرب إليه من حبل الوريد: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19].
وأنه مطلع على كل فعل له وحركة. قال سبحانه: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [يونس:61].
ولا أظن مسلماً سينظر إلى مثل هذه الصور مجاهرة أمام أهله أو مجتمعه، فكيف يجاهر بذلك أمام الله سبحانه؟! فلا يليق بالمسلم أن يستحي ويستخفي من الناس، ولا يستحي من الله ولا يخشاه، فهذا شأن المنافقين، قال سبحانه: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً [النساء:108].
والله أعلم.