الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز تصنيف المسلمين وأهل السنة خاصة وفقا لمسميات ما أنزل الله بها من سلطان ولا تؤدي إلا إلى المزيد من الفرقة والتباغض، ورب العزة والجلال قد أمر بالوحدة والائتلاف ونهى عن الفرقة والاختلاف، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {آل عمران101 ـ102}.
ومن حق المسلم على أخيه المسلم موالاته بقدر ما فيه من الطاعة، ومناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة فيما يجد ويرى منه من معصية، دافعه في ذلك الشفقة عليه وحب الخير له، قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحا، لا تلقاه غاشا.
والتنابز بمثل هذه الألقاب ليس من النصح في شيء، بل يؤدي إلى تنافر القلوب والفرقة بين المسلمين، والذي ننصح به شباب الإسلام أن يوطنوا أنفسهم على تعلم دينهم والعمل به والدعوة إليه، وأن يحرصوا على جمع الكلمة، وأن ينبذوا الخلاف ويعرضوا عن مثل تلك التصنيفات، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 25757، 110713، 113351.
والله أعلم.