الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح من سؤالك أنك مصاب بالوسوسة، ومن ثم فالذي ننصحك به هو أن تعرض عن الوساوس وألا تلتفت إلى شيء منها حتى يذهبها الله عنك، فإنها لا تضرك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها.
واعلم أن الراجح أن الكافر لا يجب عليه الغسل إذا أسلم إلا إذا كان ارتكب حال كفره أو ردته ما يوجب الغسل، وانظر الفتوى رقم: 147945.
وإن كنت تيقنت أنك أتيت بناقض من نواقض الإسلام ولم يكن هذا مجرد وسوسة فلا يضرك سواء كان قبل البلوغ أو بعده ما دمت قد تبت إلى الله تعالى واستقمت على دينه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا تعر هذه القضية اهتماما، ودع عنك تلك الأوهام التي يلقيها الشيطان في قلبك ليفسد عليك حياتك.
ولا يشرع للإنسان أن يكثر من الاغتسال ونطق الشهادتين كل مدة، لأن ذلك منه استرسال مع الوساوس ووقوع في حبائلها، فليعلم أنه مسلم ـ والحمد لله ـ فمهما وسوس له الشيطان بأنه قد أتى ما يوجب الكفر فلا يلتفت إلى وسوسته ولا يعرها اهتماما، ومن كان كارها للوساوس نافرا منها فكراهته لها دليل على صدق إيمانه وصحة يقينه.
والله أعلم.