الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإنسان وغيره من مخلوقات الله تعالى، إنما خلقها الله تعالى بعلمه وحكمته وقدرته، دون أن يستأمرها سبحانه. ولكنه لا حرج على العبد في تمني كونه لم يخلق بسبب خوفه من الله تعالى، فقد روى البيهقي في الشعب صدور ذلك عن بعض السلف، فروى أنه: مر أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ على طير قد وقع على شجرة، فقال: طوبى لك يا طير! تطير فتقع على الشجر ثم تأكل من الثمر ثم تطير، ليس عليك حساب ولا عذاب، يا ليتني كنت مثلك! والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق فمر علي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا ـ قال: فقال عمر رضي الله عنه: يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء، وبعضه قديدا ثم أكلوني ولم أكن بشرا ـ قال: وقال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي ولم أكن بشرا. اهـ.
وراجع في معنى حمل الأمانة الفتوى رقم: 200521.
وكونك تتمنى أنك لم تحمل الأمانة لو خيرت لا يحصل به الكفر.
والله أعلم.