الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك على الالتزام بدينك، ونسأله سبحانه أن يحفظك ويرزقك الثبات على الحق وحسن الختام والبعد عن الآثام، واعلم أن من أعظم أسباب الثبات دعاء الله تعالى، فالقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، ففي سنن الترمذي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ـ فقلت: يا رسول الله؛ آمنا وبك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كما يشاء.
وهنالك وسائل أخر سبق بيانها بالفتاوى التالية أرقامها: 12928، 1208، 10800.
والدراسة المذكورة إن كانت تتضمن شبهات لا سبيل لك إلى دفعها، وتخشى أن تكون سببا في فتنتك وجب عليك تركها، فالدين أسمى وأغلى، وإن أمكنك الحصول على مجال للدراسة في بلد مسلم فهو أولى، ففي بلاد الكفر كثير من أسباب الفتنة، وقد تجب الهجرة منها وذلك فيما إذا خاف المسلم على نفسه الفتنة، وراجع الفتويين رقم: 2007، ورقم: 152931.
ويجدر التنبيه هنا على أن مجرد الوسوسة في الإيمان لا تؤثر عليه إن كان صاحبها يدافعها، ونرجو أن تطالع بعض الفتاوى التي تتعلق بنظرية دارون وبعض الإضاءات حولها في الفتويين رقم: 4755، ورقم: 150801.
والله أعلم.