الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فصلاتك صحيحة, ولو فُرض أن ما خرج منك بعد الغسل كان منيا، فإنه لا يلزمك الاغتسال عند كثير من الفقهاء، وهو مذهب الحنابلة؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 137307.
وحيث إنك مصابة بالوسوسة في هذا الباب -كما يظهر لنا من أسئلتك السابقة- فلا حرج عليك بالأخذ بهذا القول، لا سيما وأنك لا تجزمين بأن ما خرج منك كان منيا، وقد سبق أن بينا أن من شك في الخارج هل هو مني أم لا، فإنه يتخير بين أن يعتبره منيا فيغتسل له، أم لا فيستنجي منه فقط؛ وانظري الفتوى رقم: 158767. ولا يلزم أن يكون مني المرأة أصفر في كل الأحوال بل قد يبيض.
قال النووي رحمه الله تعالى: وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور شهوتها عقب خروجه. اهـــ.
وإننا ننصح الأخت السائلة بأن تكف عن الوسوسة في هذا الأمر؛ فإن الوسوسة فيه غالبا ما تكون من الشيطان الذي يسعى لأن يضيق على العبد ويشق عليه بكثرة الاغتسال حتى يُثقِل عليه شأنَ الصلاة.
والله تعالى أعلم