الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أقدم عليه والدك من طلبه للجوء السياسي وهو ليس مطاردا في بلاده ولا هو حديث العهد بها تترتب عليه محاذير شرعية:
الأول: الكذب، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه مسلم.
الثاني: أخذ المال عن طريق الكذب والخداع إن كان سيعطى مالا مقابل كونه لاجئا سياسيا، والواقع ليس كذلك، كما بينا في الفتويين رقم: 29616، ورقم: 41334.
الثالث: إقامتكم في بلاد الكفر والتي قد يترتب عليها التفريط في الواجبات والوقوع في المحرمات وفساد الأبناء.
الرابع: ما ذكرته من كونه يريد أن يصغر سنك إن لم يقبلوا الاستعطاف ليتمكن من إضافتك في الإقامة أو غير ذلك، وهذا تزوير محرم أيضا.
وعلى كل، فهي ظلمات بعضها فوق بعض، والواجب على أبيك أن يتوب إلى الله تعالى من هذه المحرمات، فذلك هو الحل لهذه المسألة، وللمزيد انظري الفتويين رقم: 51334، ورقم: 47026.
وإذا استطعت البقاء في البلد الإسلامي الذي أنت به لتجنب تلك المحاذير المترتبة على سفرك هناك فعليك ذلك، وهذا فيما إذا كان معك من أقاربك وأهلك من تكونين معهم في مأمن حتى يرزقك الله زوجا صالحا يرعاك ويوفر لك المسكن والنفقة ويعينك على إقامة دينك وطاعة ربك.
والله أعلم.