الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان خروج الريح منك مستمرا بحيث لا تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، فحكمك حكم صاحب السلس، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، وقد تكونين مصابة بشيء من الوسوسة. فإن كان كذلك، فننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وإذا لم تكن بك حاجة لإخراج الغائط فلا تشغلي نفسك بهذا الأمر، واعملي بما ذكرناه لك من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها؛ وانظري الفتوى رقم: 164503.
وأما هذه الإفرازات المسؤول عنها، فإذا شعرت بخروج شيء منها، وتيقنت بذلك يقينا جازما، فإنها ناقضة للوضوء؛ وانظري الفتوى رقم: 110928. وإذا رأيتها بعد الصلاة، فإنها تنسب لآخر زمن يحتمل حصولها فيه، ومن ثم لا يحكم ببطلان صلاتك إن احتمل خروج هذه الإفرازات بعدها؛ وانظري الفتوى رقم: 194247، ولا يلزمك التفتيش والبحث عن هذه الإفرازات لأن الأصل عدم خروجها، ونكرر الوصية بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها.
والله أعلم.