الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ارتكبت ذنبا عظيما، وأتيت منكرا جسيما، هو من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وانظر لبيان قبح الزنى وخطورة تعاطيه الفتوى رقم: 156719.
وإذا كان الزنى في نفسه في غاية القبح، فإنه بزوجة الجار أقبح وأقبح، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك.
فاتق الله، وتب إليه توبة نصوحا من هذا المنكر العظيم، والذنب الجسيم، واندم ندما أكيدا على ما فرط منك، وأكثر من فعل الحسنات والتقرب بما أمكن من الطاعات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات. فإذا تبت توبة صادقة نصوحا، مستجمعة لشروطها وأركانها، وأقلعت إقلاعا تاما عن هذا المنكر، وعزمت على عدم العودة إليه عزما أكيدا، وندمت على ما اقترفت من الجناية؛ فإن الله تعالى واسع المغفرة، فسيقبل سبحانه توبتك، ويقيل عثرتك، ويغفر زلتك، فلو صدقت توبتك رجعت كمن لم يذنب؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقال الله عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فباب التوبة مفتوح أمام كل مذنب، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فتب توبة نصوحا، وأقبل على ربك بصدق وإخلاص، وتدارك ما بدر منك من التفريط.
نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح الصادقة.
والله أعلم.