الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء وهو ما أسميته بالعادة السرية، أمر محرم، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 7170. وقبيح أن يصدر مثل هذا الفعل من رجل متزوج، فإن ثبت عندك أن زوجك يفعل ذلك، فذكريه بالتوبة إلى الله. وننبه هنا إلى أنه يجوز للزوج أن يقوم بالاستمناء بيد زوجته. وراجعي الفتوى رقم: 21377
وليس من حسن العشرة أن يعامل الزوج زوجته بعصبية، أو أن يضربها لغير مسوغ شرعي، أو يعرض عنها لغير سبب مقبول، أو أن يمنع أهلها من زيارتها دون مسوغ، فكل ذلك مخالف للتوجيه الرباني في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}. ومخالف للهدي النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: واستوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
وإذا بات الرجل غضبانَ على زوجته، ولم يكن ذلك بسبب منها، فلا يلحقها الوعيد الوارد في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ولا يتجه عليها اللوم الا إذا بدأت هي بالهجر فغضب هو لذلك، أو هجرها وهي ظالمة فلم تستنصل من ذنبها وهجرته، أما لو بدأ هو بهجرها ظالما لها فلا. انتهى.
وإذا كانت الزوجة متضررة من زوجها ضررا بينا، فلها الحق في طلب الطلاق، ولكن لا ننصحك بالتعجل لذلك، بل اصبري، وأكثري من الدعاء لزوجك بالهداية والصلاح، واجتهدي في مراضاته. روى النسائي عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى.
وعلى كل لا تلجئي إلى طلب الطلاق إلا إذا غلب على ظنك أنه الأصلح لك.
والله أعلم.