الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمراقبة الهر، ومحاولة غسل رجله من النجاسة، من التكلف الذي لم نؤمر به، وتدل على أنك لا زلت مصابا بالوسوسة في النجاسة، ومن ثم فننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس, والسعي في التخلص منها, فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم، ولا أدل على ذلك مما ذكرت عن نفسك في قولك: حتى أني بدأت أترك الصلاة، وهذا يجعلني أبكي ليل نهار، وأصبحت أشعر بأن كل شيء نجس بالمنزل . وانظر الفتوى رقم: 51601.
ثم اعلم أن مشاهدة النجاسة على جزء من أرضية البيت على الفرش، أو في أي مكان منه، لا تستلزم نجاسة بقية البيت بحيث لو مشى فيه الشخص تنجست أرجل الماشي، أو لامسه جسم ما، يتنجس ذلك الملامس. فالأصل في الأشياء الطهارة، فلا يحكم عليها بالنجاسة إلا بيقين.
فاتق الله في نفسك، ولا تحملها ما لا تطيق، وأعرض عن الوساوس والأوهام . فلا دواء للوسوسة سوى الإعراض عنها.
والله أعلم.