الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما في حديث أبي بكرة- رضي الله عنه- عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال ثلاثاً: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين... الحديث. أخرجه البخاري ومسلم.
وقد روي أن كل الذنوب يؤخر الله منها جزاء ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات.
ولم يعين الله تعالى للعاق نوعاً خاصاً من أنواع العذاب في الدنيا قبل الآخرة جزاء عقوقه، فقد يكون جزاؤه من جنس عمله، بأن يسلط الله عليه أولاده، فيعاملونه كمعاملته هو لأبويه، وهذه المسألة كثيرة الوقوع، وقد يعاقبه الله بما شاء من العقاب غير ذلك، وقد يعفو عنه إن شاء.
وحري بمن استحضر هذا الوعيد وتأمل عظمة حق والديه، وعظيم جرم عقوقهما، أن يتجنب ذلك، ويتحرى الإحسان إليهما، وترك الإساءة إليهما ولو أساءا، وقد بينا كيفية التخلص من داء العقوق وأسبابه في الفتوى رقم: 121149
كما بينا كيفية علاج العصبية وسرعة الغضب في الاستشارة رقم: 2110164.
والله أعلم.