الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا عدم جواز مشاهدة المسلسلات والأفلام المشتملة على صور النساء المتبرجات، وأصوات المعازف؛ وراجعي الفتوى رقم: 1791.
وعليه، فلا يجوز لك مشاهدة هذه المسلسلات والأفلام ولو أمرك زوجك بذلك؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ وراجعي حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم: 115078 .
لكن إن اضطررت في بعض الأوقات للجلوس مع زوجك حال مشاهدته لهذه الأمور، فلا حرج عليك –إن شاء الله- ما دمت تغضين بصرك عن الحرام، ولا تقصدين سماعه.
قال ابن حجر المكي –رحمه الله-: ومنها: أنَّ الممنوع إنما هو الاستِماع لا مجرَّد السَّماع لا عن قصد وإصغاء، وقد صرَّح أصْحابنا بأنَّه لو كان فِي جواره شيءٌ من الملاهي المحرَّمة ولا يمكنه إزالتها، لا يلزَمه النقلة، ولا يأثَم بسَماعها لا عن قصدٍ وصرَّحوا هاهنا بأنَّه إنما يأثَم بالاستماع لا بالسماع. كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع.
وينبغي أن تجتهدي في نصح زوجك برفق وحكمة، وأن تطلعيه على كلام أهل العلم في بيان مفاسد هذه المسلسلات والأفلام وتحريم مشاهدتها، وحبذا لو استطعت أن ترغبيه في مشاهدة بعض الدروس والمواعظ المؤثرة لبعض الدعاة الصالحين، وتتعاوني معه على طاعة الله عز وجل بالاجتماع على عمل صالح كالصلاة، أو تلاوة القرآن، أو الذكر والاستغفار، واحذري من النزاع والشقاق، وكثرة الجدال مع زوجك، فذلك يفتح الباب للشيطان ليفسد بينك وبين زوجك، ويصدّه عن قبول النصح، واستعيني بالله، واحرصي على حسن التبعّل له، وعدم التقصير في حقوقه، والدعاء له بظهر الغيب، فإنّ الله قريب مجيب.
والله أعلم.