الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -هداك الله- أنك لن تجد للسعادة طعما، ولا للراحة معنى إلا أن تتوب إلى ربك تعالى من هذه الموبقات، وبخاصة ترك الصلاة؛ فإن ترك الصلاة من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر؛ وراجع الفتوى رقم: 130853.
ولا تنال الحياة الطيبة إلا في ظل طاعة الله سبحانه، كما قال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}. والمصائب إنما تصيب العبد بسبب تفريطه وتقصيره، ومعصيته لربه سبحانه، كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
والعجيب أنك تصيبك المصيبة، فبدلا من أن ترجع إلى نفسك، وتنظر ما سببها من مخالفاتك، ومعاصيك لربك، إذا بك تتمادى في المعاصي، وتزيدها أعظم مما كانت بكثير، فتترك الصلاة- والعياذ بالله- والواجب عليك أن تجتهد في محاسبة نفسك لتنظر من أين أتيت، وما هي المعصية التي أوجبت أن تعاقب بتلك العقوبة، فعليك يا عبد الله أن تبادر بتوبة نصوح، مقلعا عن كل ما ترتكبه من المخالفات، محافظا على الصلوات، مجتهدا في فعل الطاعات، وتقبل على ربك تعالى نادما على ما فرط منك، مبالغا في الاستغفار، لاجئا إليه سبحانه في أن يتداركك برحمته، ويمن عليك بمغفرته.
واعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد ما لم تطلع الشمس من مغربها، فلو أنك تبت توبة نصوحا، فإن الله سبحانه يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، ويتجاوز عن زلتك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما جاء عن المعصوم صلوات الله عليه.
فتب، واصدق التوبة، وأكثر من الدعاء والاستغفار، واصحب أهل الخير والصلاح، وجاهد نفسك، وشيطانك، وهواك مهما دعتك هذه إلى المخالفة والرجوع إلى ما كنت عليه؛ فإنك بالمجاهدة تستقيم على الطاعة بإذن الله كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.
والله أعلم.