الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت عن نفسك من تعويدها على الاستحياء من الله تعالى عادة صالحة تمليها الفطرة السليمة، وخلق عظيم لا يجلب لك إلا خيرا، ومن ثمار هذا الحياء مراقبة الله تعالى واستشعار معيته في كل الأحوال, قال الحارث المحاسبي: وعلامة الحياء من الله أن لا تنسى الورود على الله، وأن تكون مراقبا لله في جميع أمورك على قدر قرب الله تعالى منك واطلاعه عليك.
أما ما لاحظت من استثارة الشهوة: فلا نعقل صلة بين ذلك وبين هذا الخلق العظيم، والربط بينهما إنما هو وسواس وتلبيس من الشيطان.
وعلى كل، فما ذكرت من استثارة الشهوة ادفعه بما يندفع به عادة من النكاح ـ إن أمكنك ذلك ـ وإلا فبالصوم واجتناب المثيرات المحركة للغرائز.
والله أعلم.