الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا ماهية الاعتداء في الدعاء في الفتوى رقم: 23425 فليس من الاعتداء في الدعاء أن يسأل العبد ربه - تبارك وتعالى - أن يريه علامة أو أمارة تدل على قبول دعائه، فذلك لا يخرج من جملة الدعاء الذي أمرنا الله تعالى به، ووعدنا على استجابته ما لم يكن فيه اعتدء أو إثم وقطيعة رحم؛ فقد كان ابن عمر - رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري يحب أن يرى رؤيا يقصها على النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا... وانظري الفتوى رقم: 76127 وما أحيل عليه فيها.
ولذلك لا حرج في الدعاء بالمقولة المذكورة، ولكن الأهم أن يدعو العبد ربه ويسأله حاجته.
فقد جاء في مدارج السالكين: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء، علمت أن الإجابة معه.
والله أعلم.