الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية ليس معنيا بتقييم الأشخاص، وإنما يهدف إلى تبصير المسلمين بما يحتاجونه من أمر دينهم، ومن هنا فإننا سنقف فقط عند المسائل التي وردت بالسؤال، فأما عذاب القبر ونعيمه: فثابتان بالنصوص المتواترة، وقد اتفق أهل السنة على ذلك، كما بينا ذلك بالتفصيل في الفتويين رقم: 2112، ورقم: 16778.
وأما سن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عند زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها: فقد سبق أن بيناه بإسهاب، وأجبنا عن الشبهات المثارة حوله في الفتاوى التالية أرقامها: 76062، 73838، 196965، 154629، 111903.
وأما سن أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ عند زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها: فلم يثبت فيه حديث صحيح والمشهور عند أصحاب السير أنها كانت في الأربعين من عمرها ـ رضي الله عنها ـ فقد أخرج ابن سعد في الطبقات قال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا المنذر بن عبد الله الحزامي، عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة، مولى الزبير قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهي ابنة أربعين سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وكانت خديجة أسن مني بسنتين ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة، وولدت أنا قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ـ قال محمد بن عمر: ونحن نقول ومن عندنا من أهل العلم، إن خديجة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة، وإنها كانت يوم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أربعين سنة، ومحمد بن عمر الواقدي متروك.
وروي أن عمرها كان ثمانية وعشرين عاما، فقد أخرج ابن سعد في الطبقات قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كانت خديجة يوم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة ثمان وعشرين سنة، ومهرها اثنتي عشرة أوقية، وكذلك كانت مهور نسائه ـ وهشام الكلبي متروك.
فالحاصل أنه لم يثبت كم كان سن خديجة عند زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 24918
والله أعلم.