الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المفتى به عندنا أن أعياد الميلاد محرمة، كما بينا ذلك بأدلته في الفتويين: 1319 ، 2130.
ولا يصح أن يحتج على إباحتها بوجود من أفتى بجوازها، فإن اختلاف العلماء ليس بحجة شرعية في نفسه، ولا يؤثر على الحكم الشرعي بشيء.
قال ابن عبد البر: الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة، إلا من لا بصر له ولا معرفة عنده، ولا حجة في قوله.اهـ.
وقال ابن تيمية: تعليل الأحكام بالخلاف، علة باطلة في الأمر نفسه؛ فإن الخلاف ليس من الصفات التي يعلّق الشارع بها الأحكام في الأمر نفسه، فإن ذلك وصف حادث بعد النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
والواجب في حال وجود الخلاف في مسألة، البحث عن القول الأرجح دليلا لمن كان أهلا لذلك، ومن لم يمكنه الترجيح فإنه يقلد من يثق بعلمه وتقواه، وليس للمرء في حال الاختلاف بين العلماء أن يختار من أقوال العلماء لمجرد التشهي.