الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب فإن من تاب توبة صحيحة تاب الله عليه، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، والتوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا كنتما قد تبتما مما وقعتما فيه من الزنا، فلا مانع من زواجكما بعد الاستبراء من موجبه وهو الزنا وليس المقدمات، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 111435.
وأما الأفعال المحرمة التي لا تصل إلى الزنا الصريح: فلا تمنع زواجكما، ولا توجب استبراء، لكن ذلك لا يعني الاستهانة بإثمها، فهي بلا ريب معصية قبيحة وتعد لحدود الله عز وجل وهي ذريعة إلى الوقوع في الزنا ـ والعياذ بالله ـ وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
فالواجب عليكما المبادرة بالتوبة إلى الله والوقوف عند حدود الشرع والحذر من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واعلمي أن من صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية ويقطع الطرق الموصلة إليها ويحسم مادة الشر، فاحذري من الخلوة بهذا الخاطب أو ملامسته، أو الكلام معه بغير حاجة، فهو أجنبي عنك لا يحل له منك شيء حتى يعقد عليك، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته في الفتوى رقم: 57291.
وبخصوص رفض أهلك لإجراء العقد راجعي الفتوى رقم: 69226.
والله أعلم.