الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأول ما نوصيك به هو الصبر على أم زوجك، فعاقبة الصبر حميدة؛ ولما في ذلك من الإحسان لزوجك.
ويجب على الزوج أن يعدل بين أمه، وبين زوجته، ويمنع كلا منهما أن تظلم الأخرى حسب استطاعته.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ {النساء:135}.
أما واجب الزوج تجاه أمه، فهو طاعتها فيما فيه منفعة لها، ولا ضرر عليه في ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره، وجب، وإلا فلا. انتهى.
وأما واجب الزوج تجاه زوجته، فمعاشرتها بالمعروف المأمور به في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
كما أنه يجب عليه لزوجته: المهر، والنفقة، والسكنى، وعدم الإضرار بها. وانظري تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 3698 ، والفتوى رقم: 120825.
وعليه، فما ذكرته من أخذ زوجك أمه للسفر معكما، فإن كان ذلك يسعد أمه، فيستحب له اصطحابها؛ فإنه من البر؛ ولا يجب عليه إلا إن كانت أمه ستتضرر بسفره.
قال ابن حزم في "المحلى": وإن كان الأب والأم محتاجين إلى خدمة الابن، أو الابنة، الناكح أو غير الناكح، لم يجز للابن ولا للابنة الرحيل ولا تضييع الأبوين أصلا. انتهى.
وأما توفير يوم من الأسبوع يخصك به دون أمه، أو السفر بك دون أمه للتمتع، فكل ذلك لا يجب على الزوج فعله.
على أننا نوصيك بالتحدث مع زوجك في هذه الأمور بكل هدوء حتى تتوصلا لحل يرضي الجميع، ويكون فيه بره بوالدته.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا "إسلام ويب" فستجدين عندهم بإذن الله تعالى ما يفيدك وينفعك.
والله أعلم.