الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القعقاع بن عمرو التميمي من الرجال الكبار والصحابة الكرام الذين ينبغي للمسلم الذي يعتز بدينه وتاريخ أمته أن يلم بشيء من سيرتهم، وتجد ترجمته في كل كتب التراجم والتاريخ؛ وخاصة الإصابة في أسماء الصحابة للحافظ ابن حجر، وأسد الغابة في حياة الصحابة للحافظ ابن عبد البر. وانظر الفتوى رقم: 42863.
ولا يمكن لسيف بن عمر ـ الذي تكلم فيه النقاد وردوا بعض ما جاء عنه في حياة القعقاع ـ أن يختلق هذه الشخصية العظيمة من أصلها ويفوت ذلك هؤلاء الحفاظ، أو يسكتوا عنه، مثل الحافظ ابن أبي حاتم، والحافظ ابن عبد البر، والحافظ ابن عساكر والحافظ ابن حجر، وقد ترجموا في كتبهم للقعقاع وذكروا حياته ومناقبه، وردوا ما رواه سيف عن القعقاع أنه شهد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلق عليها ابن أبي حاتم بقوله: وسيف متروك ـ وقال ابن السكن: سيف بن عمر ضعيف. انظر الإصابة.
ولم ينكر أحد من هؤلاء الأعلام والنقاد وجود القعقاع، ولم نسمع أن أحدا منهم قال إن سيفا هو الذي اختلقه، وسيف لم يدع أنه عاصر القعقاع ولم يرد ذلك عنه، وإنما كان يروي أخباره بسنده، كما يروي أخبار غيره ممن قبله.
والله أعلم.