الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قدمنا في الفتوى رقم: 22620، عدم نسخ آية الأحزاب لآية النور، وقد فرض الحجاب قبل نزول سورة النور في السنة الثالثة للهجرة، كما نقل الحافظ في الفتح ذلك عن بعض أهل العلم، وشهر كونه نزل في الرابعة.
ويدل لمشروعية الحجاب قبل نزول سورة النور ما رواه مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ في قصة الإفك أنها قالت في شأن صفوان لما عرفها: وكان يراني قبل الحجاب.
وهذه الآية نفسها قد عدها العيني من آيات الحجاب الثلاث، وهي من أدلة وجوب النقاب، كما فسر بذلك جمع من المفسرين قوله تعالى في الآية نفسها: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ {النور: 31}.
وأما قوله تعالى: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ـ فالمراد به الثياب ونحوها عند كثير من المحققين، ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص ننصح في هذا الصدد بالرجوع إلى ما كتبه العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي حول هذا الموضوع في تفسيره: أضواء البيان ـ وما كتبه الشيخ محمد إسماعيل المقدم في كتابه: عودة الحجاب ـ وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 8287، 50794،0 41704.
والله أعلم.