الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن زوج الأخت، رجل أجنبي، لا يجوز لك تقبيله، ولا مصافحته، ولو كنت قادمة من السفر، أو من أي مناسبة غير ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه البيهقي، والطبراني عن معقل بن يسار -رضي الله عنه-، قال المنذري: رجاله ثقات.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: والله، ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط (لا تحل له) غير أنه يبايعهن بالكلام... رواه البخاري، ومسلم.
والإسلام يسد كل الطرق والمنافذ التي تؤدي إلى الحرام من النظر، والخلوة، واللمس...
أما أن تجعلي زوج الأخت مثل الأخ، أو الأب، فهذا غير صحيح، فالأب، والأخ من المحارم، وتجوز مصافحتهما، بل من السنة، ويجوز تقبيلهما عند القدوم؛ بشرط أمن الفتنة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقبّل فاطمة وتقبّله إذا قدم من سفر، أو غزوة، وكذلك الصحابة مع بناتهم، وأخواتهم، فقد روى الترمذي، وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقبّل فاطمة وتقبّله إذا دخل عليها.
والحاصل؛ أن على السائلة الكريمة أن تتخلص من هذه العادة السيئة المخالفة لشرع الله، والتي ابتلي بها كثير من المسلمين؛ جهلًا منهم بدينهم.
والله أعلم.