الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رد الخطاب الذين لا يناسبونك من جهة المال، والتعليم، والسن ونحوه، بل مراعاة هذه الأمور أمر حسن لا ينبغي إغفاله؛ وانظري الفتوى رقم: 26055.
ورفضك للخطاب قبل مجيئهم لرؤيتك لا تأثمين به، لكن ننبهك إلى أن تكرار رفض الخطاب، والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب، مسلك غير مأمون العواقب؛ وراجعي في ذلك الفتويين: 104869 ، 71053.
كما ننبهك إلى أن التسخط على القدر من كبائر الذنوب، والرضا بالقدر من أسباب سعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة، ولا ريب أن كل ما يجري للعبد فهو بقدر من أقدار الله التي يجريها بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا؛ قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
فأحسني ظنك بربك، وتوكلي عليه، وأكثري من دعائه؛ فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.