الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فللتصحيح إنما هذا الحكم في من ترك الصلاة حتى يخرج وقتها عمدا دون عذر، وليس فيمن أخرها عن وقتها الاختياري، فلا يسمى ذلك تاركا.
قال ابن القيم في كتابه الصلاة: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وأن إثمه أعظم من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا، والسرقة، وشرب الخمر. وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة. ثم اختلفوا في قتله، وفي كيفية قتله، وفي كفره. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 130853 .
أما عن الدليل على هذه المسألة: فلا مقارنة بين ترك الصلاة وبين غيرها من كبائر الذنوب، فالنصوص الواردة في التغليظ على تارك الصلاة لا يوازنها شيء، وتارك الصلاة قد قال بكفره كثير من العلماء لعظم جرمه، ولم يقل أحد بكفر الزاني، ولا القاتل. وهذا ما استدل به ابن عثيمين- رحمه الله- إذ يقول: الذي يصلي ويترك، هذا إذا قلنا: لا يكفر فذنبه أعظم من الزنا، وشرب الخمر، وقتل النفس؛ لأنه أتى أمرا يرى بعض العلماء أنه كافر. اهـ.
والله أعلم.