الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحياة الزوجية في الإسلام تقوم على أداء الحقوق من الطرفين، كما قال سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
ومن أساء إلى زوجته وضيع حقوقها فهو مسؤول عن ذلك، كما جاء في الحديث: والرجل راع في بيته، وهو مسؤول عن رعيته.
ولا يلزمك شرعا قبول استضافة أخت زوجك في سكنك الواجب لك، فمن حق الزوجة على الزوج أن يكون لها مسكن مستقل؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 67182.
وننصحك بالسعي في إقناع الزوج بما أوجب الله عليه من حقوق، وأن تستعيني بمن لهم كلمة مسموعة عنده، وننصحك بالصبر على كل حال، فكم من الزوجات من تمر بما هو أنكى وأشد مما ذكرت عن نفسك، وإن احتسبت أجر استضافة تلك الأخت المريضة فهو خير لك ـ إن شاء الله ـ والجئي إلى الله بالدعاء أن يصلح زوجك، ولا ننصحك بمفارقة الزوج، فإن الله تعالى أرشد المرأة إلى الصلح مع الزوج وإن أسقطت بعض حقوقها، وأخبر سبحانه أن ذلك خير من الفراق، فقال جل شأنه: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا {النساء: 128}.
نسأل الله أن ييسر أمورك، وأن يلهمك الرشد.
والله أعلم.