الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما فيما بينك وبين الله عزّ وجل: فكفارتك أن تخلص التوبة إليه سبحانه مما وقعت فيه، وتعزم على عدم العود إليه، وذلك حسبك، فلا يملك التائب بعد تعاطي السبب إلا ذلك، قال في المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا.
وأما عن حقوق العباد: فلا بدّ من البحث عن صاحب هذه الحافلة المالك لها إن كان هذا ممكنا الآن، فإن علمته فعوض له ما لحقه من ضرر، فإن لم تقدر على الوصول إلى صاحب الحق فتصدق عنه بما تراه مبرئا ذمتك مقدرا قيمة الضرر الذي لحق به بحسب غالب ظنك.
وأما عن قطرات الدم: فغير مقطوع أصلا أن تكون ناتجة عن رميك، لكن إذا أمكن أن تتبين حقيقة الأمر فيلزم أن تتحلل ممن أصبت، وإن تعذر ذلك ـ كما يغلب ـ فأخلص التوبة واستغفر لك ولمن ظلمت، وعسى أن يكون ذلك نجاة لك عند الله، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {التغابن:16}.
وراجع للفائدة الفتويين رقم: 192927، ورقم: 170689.
والله أعلم.