الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفرق بين الهم والعزم هو أن الهم دون العزم، فالعزم أقوى من الهم، فمن وطن نفسه على فعل السيئة وجدَّ في تنفيذها وتحرك لها.. فقد عزم عليها، جاء في المعجم الوسيط: عزم فلَان عزما، وعزيما، وعزيمة، وعزمة، ومعزما: جد وصبر..
أما من هم بالأمر ـ سيئة كان، أو حسنة ـ دون أن يعقد العزم على تنفيذه، ولم يسع في تحصيله، فإنه لم يصل إلى مرحلة العزم، جاء في شرح مسلم للنووي: أَنَّ مَنْ عَزَمَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ بِقَلْبِهِ وَوَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَيْهَا، أَثِمَ فِي اعْتِقَادِهِ وَعَزْمِهِ، وَيُحْمَلُ مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَأَمْثَالِهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ فِيمَنْ لَمْ يُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، وَإِنَّمَا مَرَّ ذَلِكَ بِفِكْرِهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِقْرَارٍ، وَيُسَمَّى هَذَا هَمًّا، وَيُفَرقُ بَيْنَ الْهَمِّ وَالْعَزْمِ.
والله أعلم.