الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن موقعنا ليس معنيا بالحكم على الأشخاص، أو الجماعات، والطوائف. ولكنه معني ببيان الأحكام الشرعية.
وقد اطلعنا على البيان المذكور، وتبين لنا بطلان ما انتهى إليه من تحريم حضور محاضرات الداعية المذكور، وبطلان الصلاة خلفه. فمثل هذا الحكم لا بد أن يستند إلى أدلة صحيحة، واضحة. والأدلة المذكورة في البيان ظاهرة البطلان، تدل على قصور علم كاتبها، وشدة مجازفته في إطلاق الأحكام وخاصة فيما يتعلق بالتكفير. ولا ريب أن هذا مسلك خطر، وسبيل منحرف عن الجادة. فالواجب نصح هؤلاء الناس بالتثبت، والرجوع إلى أهل العلم الموثوق بهم، والواجب على المسلمين كافة أن يتعاونوا على الخير، ويتناصحوا فيما بينهم، ويتيقظوا لما يراد بهم من أعدائهم، ولا مانع من مناصحة الدعاة، فهم ليسوا معصومين، لكن التعامل مع الأخطاء لا بد أن يكون بمنهج رشيد موافق للشرع، وقد سبق لنا بيان هذا المنهج في الفتويين: 4402، 59520.
كما نقلنا نصيحة الشيخ ابن باز في هذا الشأن وذلك في الفتوى رقم: 18788.
والله أعلم.