الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام قد ندب المرأة وأهلها إلى أن يزوجوا ذا التقوى، كما في الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. أخرجه الترمذي. لكن لا حرج على المرأة في أن ترفض الرجل الصالح إن تقدم لخطبتها، سواء لعدم رغبتها في مغادرة البلد، أو لغير ذلك من الأسباب، فقبول خطبة الخاطب ليس واجبا أصلا، ويجوز رفض الخاطب الذي لا يُشْعَرُ تجاهه بقبول ولو كان ذا خلق ودين، فإن امرأة ثابت بن قيس طلبت منه الخلع، لأنه كان دميماً ولا تعيب عليه خلقاً ولا ديناً، كما في البخاري وغيره.
وأما التفضيل بين قبول الخاطب وبين البقاء في البلد، فهذا أمر شخصي، وهو يختلف باختلاف الأحوال، وصاحبة الشأن أدرى بحالها وما يناسبها.
وهذه الفتاة ما دمت لم تعقد عليها، فهي أجنبية عنك، والمرأة الأجنبية لا يجوز للرجل التحدث معها إلا عند الحاجة. وراجع في هذا الفتاوى أرقام: 111850 24750 114427
والله أعلم.