الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قراءتك لقوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}. لا يحصل بها كفر، وعليك أن تجاهد نفسك في ترك الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، وأن تشغلها بالانهماك في الدراسة مع بعض الزملاء الخيرين، المستقيمين الذين يعينونك على التخلص من الشيطان ووسوسته.
وأما تصرفك حول ما نسب لعيسى عليه السلام، فالواجب على المسلم احترام عيسى عليه السلام، والإيمان به، وبما جاء به من عند الله، كما قال الله تعالى: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {آل عمران:84}.
ولكن ما يعزى له لا يجب علينا تصديقه إلا إذا كان معزوا له في القرآن، أو السنة الثابتة.
وأما ما ورد في كتب أهل الكتاب، فلا يلزم تصديقه؛ لما في الحديث: لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم.
وأما تفلك على الكتاب فهو من سوء الأدب، ولكنه معفو عنك إن شاء الله بسبب الوسوسة، ولا يحصل به الكفر.
والله أعلم.